الحبيب المالكي يقترح إعلان إقليم خريبكة منطقة حرة

خبر خريبكة : السعيد المسكيني

احتضن مقر غرفة التجارة والصناعة بخريبكة يوم الجمعة الاخير، لقاء تواصليا أطره الأخ الحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية للحزب وبرلماني الإقليم، بحضور الأخت بديعة الراضي عضو المكتب السياسي تناول فيه بالشرح والتحليل حصيلة التجربة الاتحادية و انتظارات المستقبل، حضره عدد من المناضلات والمناضلين من الإقليم.

قبل بداية هذا اللقاء التواصلي تم تكريم التلميذة أميمة قصاب التي حصلت على أعلى معدل وطني بشعبة العلوم الفزيائية بمستوى البكالوريا والتي حصلت على (19.21).

في معرض مداخلته أكد الأستاذ المالكي على الجوانب التالية:

الوضع السياسي الراهن  في أفق 7 أكتوبر 2016:

أشار الأستاذ المالكي الى القرار الزلزال الذي عرفه الإتحاد الأوربي، من خلال انتصار تيار البريديكس، والقاضي بخروج إنجلترا من الإتحاد الأوربي، هذا القرار يضيف ذ. المالكي ستترتب عنه نتائج وضع جديد، كما أن المغرب وبدوره معني بهذا القرار وعليه فإننا مدعون إلى التعاطي مع الوضع الجديد وعلى حزبنا أن يساهم في تأمين تموقع بلادنا، مضيفا الى أن هذا القرار، هو نتاج للفكر المحافظ الذي ينتج الشعبوية، بالرغم أن إنكلترا  دولة مؤسسة للقيم الديمقراطية فإن انتصار الفكر المحافظ  أفرز قيادات شعبوية ذات نزوعات محافظة، وهو الفكر نفسه الذي نعيشه في المغرب من خلال حكومة العبث السياسي، حكومة برئيس يشتغل خارج النص الدستوري المكتوب ويشتغل وفق منطق الدساتير القديمة بل أن هاجس البقاء و الاستمرار في الحكومة، وهو ما يجعله يتعامل خارج المؤسسات وخارج الزمن السياسي الإصلاحي. ونحن على بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات، نجد رئيس الحكومة ينأى بنفسه عن نقاش القوانين الانتخابية  فالبرلمان معطل..، حكومة تقاطع كل المؤسسات وفرضت على نفسها عزلة اختيارية لأنها لا تؤمن بفضيلة الحوار، فهي لا تجالس المعارضة (الفصل 10 من الدستور). ولا تجالس النقابات إلا في مناسبات لممارسة نوع من الاستعراض السياسوي ولا تجالس الشركاء والمهنيين والفاعلين الاقتصاديين… بل أنها تقاطع عمليا حتى المواطن من خلال عدم تفعيل الديمقراطية التشاركية، وتمارس نوعا من التعذيب في حق هذا المواطن من خلال سياستها اللاشعبية ( غلاء الأسعار – غياب كل أدوات الضبط الاقتصادي والاجتماعي…) الحكومة تشتغل في عزلة والعزلة منتجة دائما للفشل.

و يضيف الأستاذ المالكي، أن الحكومة مطالبة بعمل سياسي ملتزم لا علاقة له بالعمل المسرحي الذي تمارسه مستلهمة من أفلام الو سترن، بين “الطيب” (الحكومة) المجسدة في الحزب الأغلبي و “الشرير” المجسد في المعارضة وكافة المؤسسات الأخرى.. هذا السلوك السياسي الذي ينهل من الفكر الماضوي المتجاوز  المؤسس على النزوع نحو المطلق، والمطلق في السياسية يؤدي إلى الاستبداد. لقد ظل الإتحاد الاشتراكي يندد بالفساد الانتخابي الذي عاشه المغرب في الانتخابات الجماعية الأخيرة، واليوم المجلس الدستوري يؤكد سداد موقف حزبنا من خلال إسقاط 15 مستشارا بالبرلمان. إن الوضع الإستثنائي الذي يعيشه المغرب قد ساهم في اضطرابات الوضع الاقتصادي و الاجتماعي ببلادنا، عرف غياب استقرار في نسبة النمو التي  ما بين 1.2% إلى 4% هذا النوع من الاضطرابات  يؤدي إلى اللا توازن في المجال الاجتماعي و مرده إلى فشل الاستراتيجية الحكومية.

هذه الحكومة التي يمكن أن تتوج بلقب البطولة الوطنية في إنتاج الأزمات. بحيث أن المديونية وصلت إلى سقف غير مسبوق حيث تجاوزت 80%، بل أن السياسة الحكومية ساهمت في إعادة إنتاج الفساد الانتخابي_ الانتخابات الأخيرة _الى جانب الإنزال الإلكتروني للمسجلين والفساد السياسي من خلال تشجيع الترحال السياسي والتراجع عن البرنامج الانتخابي للحزب الأغلبي، (نسبة النمو من 7% إلى 1%  والتراجع في محاربة الفساد وتعويضه بشعار عفا الله عما سلف).

و ركز الأستاذ المالكي في الشق الثاني من مداخلته على تقديم حصيلة الفريق الاتحادي كبرلماني ورؤساء الجماعات و المنتخبين… مخطط لرد الإعتبار لهذا الإقليم و الحرص على تحويله إلى إقليم المعرفة (cité du savoir) بعد إرساء بنيات تربوية مهمة:

الكلية المتعددة التخصصات.

مدرسة العلوم التطبيقية.

الأقسام التحضيرية.

و في هذا الإطار دعا الأستاذ المالكي إلى مشروع جديد لتأهيل الصرح التربوي بالإقليم من خلال إعادة هيكلة الكلية المتعددة التخصصات عبر إحداث:

كلية الاقتصاد والتدبير.

كلية العلوم.

كلية الآدب.

كما اقترح تحويل مدرسة العلوم التطبيقية إلى مدرسة (école polytechnique)، و إقليم خريبكة منطقة حرة على اعتبار يتيح وضعا قانونيا جديدا لا يخضع للضوابط العامة في المجال التنموي، على غرار منطقة طنجة، فاس، الداخلة، القنيطرة… هذا الوضع سيحول إقليم خريبكة إلى فضاء لإنتاج الثروة، على اعتبار أن الاقاليم المنجمية لا مستقبل لها إلا بتنويع أنشطتها  ونسيجها الاقتصادي.

في ختام كلمته أكد الدكتور الحبيب المالكي على أن محطة 7 أكتوبر 2016، تشكل مقدمة في حالة التعبئة الواعية وفرز خريطة سياسية جديدة لتدشين تناوب ثالث، سيعبر بالمغرب من منطق الفوضى والعبث السياسي إلى مستوى الدولة الصاعدة و المتموقعة وفق وضع جيو سياسي و اقتصادي متقلب، وعليه فإن بلادنا تحتاج الى  وضع حد لهذا النزيف وخلق الثروة من أجل الحد من تفاقم البطالة التي وصلت إلى 30%، من خلال صياغة نموذج تنموي جديد حامل للإجابات الاقتصادية و الإجتماعية للمغاربة.